أخبار من هنا وهناك

حمير مصرية للحكومة الإسرائيلية !!

Share

حمير مصرية للحكومة الإسرائيلية !!

لم أكن أعرف أن الحمار المصرى أثبت وجوده محليًا وعالميًا أيضًا، بحيث تطلب إسرائيل من مصر مائة ألف حمار، كما طلبت اليابان من قبل مليون حمار مصرى.. 

 

وكنت أظن أن الناس تتعاطف مع الحمار المصرى وسيرته من حديث توفيق الحكيم عن حماره مثلاً، أو قصة المثل الذى تقول "تحت القبة حمار"، والتى ترمز للتاجرين الذين دفنا الحمار وضربا له قبة يزورها الناس ويدفعون النذور لها، وأصبح الضريح مغنمًا لهما ثم لما أحب أن يلعب أحدهما على الآخر ويغشه فى الغنيمة، قال المثل الشهير: "إحنا دافنينه سوا"،

 

وإن كنت أميل إلى أن كثيرًا من البشر ممكن وصفهم بـ "الأحمرة" أو "الحمير" حسب القلة والكثرة، وقد ضرب القرآن الكريم المثل بهذا فى قوله: "مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارًا". 

ومادمنا قد عرجنا على سيرة الحمير فتعالوا اسمعوا للقصة التى حكاها لى أحد الأجداد وأنا صغير، أن ملكًا كان لديه ولدان الكبير "طايش" والصغير عاقل وأراد أن يولى الأصغر فغارت أم الأكبر وقالت كيف يكون هذا؟، فقال سأختبرهما ومن ينجح سأكتب له ولاية العهد.

فجمعهما بمحضر أمهما وقال: أريد من كل واحد منكما أن يخرج فيحضر لى أربعين حمارًا معممًا (أى لابس عمة)، فخرج الأكبر من لحظته وبعد ساعة أتى بالحمير وقد ألبس كلاً منها عمامة يجرها جرًا وهو فرح بسرعة تلبية طلب أبيه الملك، وتأخر الأصغر يومًا ثم يومين ثم ثلاثة ثم أربعة حتى فاجأ أباه بعد صلاة الجمعة ومعه أربعين رجلاً معممين، ولما سأله عن ذلك قال: صليت الجمعة وكنت أول الخارجين فوقفت على باب المسجد وبدأت أسأل الخارجين ماذا قال الإمام فى خطبته فكلما قال لا أدرى حجزته على ناحية حتى اكتمل العدد أربعين فأحضرتهم كما ترى، فضحك الملك وفرح بعقل ابنه ثم ولاه ولاية العهد.

نعود لحكاية إسرائيل والحمير المصرية، فالدكتور محمد عبد الظاهر فهمى، أستاذ الطب البيطرى، يؤكد أن إسرائيل أرسلت طلباً رسمياً لمصر، منذ عدة أسابيع، باستيراد 100 ألف حمار لاستخدام جلدها فى بعض الأبحاث العلمية المتعلقة بمرض السرطان.

وقال عبد الظاهر لوكالة "شبكة الإعلام العربية" الفلسطينية للأنباء، إنها ليست المرة الأولى التى تطلب فيها دول غربية استيراد حمير مصرية لاستخدامها فى أبحاث طبية، مضيفًا أنه قد سبق أن طلبت شركة يابانية مليون حمار مصرى لإنتاج دواء من جلد الحمير، موضحًا أن الحكومة المصرية رفضت العرض الإسرائيلى.. ولم يذكر لنا عبد الظاهر إن كانت الصفقة اليابانية تمت أم لا، مع أنها صفقة تقدر بنصف مليار دولار (أكرر نصف مليار دولار).

وأكدت الشركة فى عرضها، أن الهدف من الصفقة هو استخلاص مادة من جلود الحمير تستخدم فى صناعة دواء يابانى يتم تصديره إلى عدد من دول شرق آسيا، بعد أن توصلت لأكثر من نوع من الحمير خلصت فى نهايتها إلى أنه الأنسب.

العجيب والذى يجعل حمير مصر ترفع رأسها فوق وتنهق بعلو صوتها، أن الأبحاث التى أجريت على أنواع مختلفة من الحمير، منها الهندى والتايلاندى والأمريكى والفيتنامى والأفغانى، كلها أكدت أن جلد الحمار المصرى غنى بمعظم المواد التى تبحث عنها الشركة، وتسأل: لماذا؟، فتأتيك الإجابة: "بفضل سماكة جلده".. وإن كانت "رواية الحمير" بدأت فى التناقض كعادة أى شأن مصرى حتى فى شؤون الحمير، فالدكتور يوسف ممدوح شلبى، رئيس إدارة الحجر البيطرى، نفى تصدير أى من "الحمير المصرية" إلى إسرائيل، وكذا نفى تلقى أى طلبات من إسرائيل أو اليابان لشراء الحمير المصرية، قائلاً: إن «الدولة الوحيدة التى تستورد جلود الحمير المصرية هى "الصين".

يعنى ليست اليابان يا دكتور شلبى؟؟

والغريب جدًا فى نفى شلبى عن وجود أى تعاون بين الهيئة وبين إسرائيل، سواء بالاستيراد أو التصدير، قوله إنه لم تتقدم أى شركة لتصدير جلود الحمير، فالمسألة نحت إلى الجلود، ودخلت فيها شبهة الذبح لأنه يقول إن الهيئة تشترط وجود تقرير يوضح أسباب الذبح، حتى تتأكد من "عدم خلط لحوم الحمير"، مع اللحوم الحمراء فى السوق المصرى.. وهذا يذكرنا بالأحداث الحميرية التى غزت بعض المطاعم، وأكل الناس منها اللحوم ومصمصوا العظام، ولما اكتشفوا الفعلة القبيحة قال قائلهم: ياااااااااااااه دا الواحد أكله ييجى حمار بحاله"!

 

 

 

__________

عن : ) محمد خضر الشريف

Share
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error:
إغلاق
إغلاق